الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{خنب} (س) في حديث زيد بن ثابتٍ <الخِنّابَتين إذا خُرِمَتَا، قال في كل واحدةٍ ثُلُثُ ديةِ الأنف> هما بالكسر والتشديد: جانبا المِنْخَرين عن يمين الوَتَر وشمالها. وهَمَزها اللّيث. وأنكَرَه الأزهري، وقال: لا يصح. {خنث} (ه) فيه <نَهَى عن اختِناثِ الأسْقيةِ> خَنَثَتُ السِّقاء إذا ثَنَيتَ فمه إلى خارج وشرِبتَ منه، وقَبَعتُه إذا ثنيتَه إلى داخل. وإنما نَهَى عنه لأنهُ يُنَتِّنُها، فإن إدامةَ الشُّرب هكذا مما يُغَيِّر رِيحها. وقيل لا يُؤْمن أن يكون فيها هامَّةٌ. وقيل لئلا يَتَرَشَّشَ الماءُ على الشارب لِسَعَةِ فَمِ السِّقاء. وقد جاء في حديثٍ آخر إِباحتُه. ويحتمل أن يكون النَّهيُ خاصًّا بالسّقاء الكبير دون الإداوة. ومنه حديث ابن عمر <أنه كانَ يشربُ من الإداوة ولا يَخْتَنثُها، ويُسَمِّيها نَفْعةَ> سماها بالمرَّة، من النَّفْع، ولم يَصْرِفْها للعلمية والتأنيث. (ه) ومنه حديث عائشة في ذكرِ وفاةِ النبي صلى اللّه عليه وسلم <قالت: فانخَنَثَ في حَجرِي فما شَعَرْتُ حتى قُبِضَ> أي انْكَسر وانْثَنَى لاسْتِرخاء أعضائه عند الموت. {خنبج}*في حديث تَحْرِيم الخَمْر ذكرُ <الخَنَابج> قيل هي حِبابٌ تُدَسُّ في الأرض الواحدة خُنْبُجة، وهي مُعُرَّبة. {خندف} (س) في حديث الزبير <سَمِع رجُلا يقول: يا لَخِنْدِف، فخرج وبيده السيفُ وهو يقول: أُخَنْدِف إليك أيُّها المُخَنْدِف> الخنْدَفة: الهرْوَلةُ والإسراعُ في المشي. يقولُ يا مَن يَدعو خِنْدِفاً أنا أُجيبُك وآتيك. وخِندِفُ في الأصل لَقبُ لَيْلَى بنت عِمران بن إلحاف بن قُضاعةَ، سُمِيت بها القبيلة، وهذا كان قبل النَّهْيِ عن التَّعَزِي بعَزاء الجاهليَّة. {خندم} (س) في حديث العباس، حين أسَرَه أبو اليَسَر يوم بَدْر، قال <إنه لأعْظَمُ في عَيْنَيَّ من الخَنْدَمة> قال أبو موسى: أظُنّه جَبَلا. قلت: هو جَبَلٌ معروف عند مكة. {خنز} (ه) فيه <لولا بَنُو إسرائيل ما خَنِز اللحمُ> أي ما أنْتَنَ يقال خَنِزَ يَخْنَزُ وخَزِنَ يَخْزَن، إذا تَغَيَّرت ريحُه. (ه) وفي حديث علي <أنه قَضَى قَضاءً فاعْتَرَض عليه بعضُ الحَرُورِيَّة، فقال له: اسكت يا خُنَّاز> الخُنَّازُ: الوَزَغَةُ، وهي التي يقال لها سامُّ أبْرَص. (س) وفيه ذكر <الخُنْزُوانة> وهي الكِبْر؛ لأنها تُغَيِّر عن السَّمْت الصالح، وهي فُعْلُوَانةٌ، ويحتمل أن تكون فُنْعُلانةٌ، من الخَزْوِ، وهو القَهْرُ، والأوّل أَصح. {خنزب} (س) في حديث الصلاة <ذاك شيطانٌ يقال له خَنْزَب> قال أبو عمرو: و هو لَقَبٌ له. والخَنْزَبُ قِطْعةٌ لَحْم مُنْتِنةٌ، ويروى بالكسر والضم. {خنس} (ه) فيه <الشيطان يُوَسْوِسُ إلى العبد، فإذا ذَكَر اللّه خَنَسَ> أي انقَبَضَ وتأخر (أنشد الهروي للعلاء الحضرمي - وأنشده رسولَ اللّه عليه وسلم: وإن دَحَسوا بالشرّ فاعفُ تكرُّمًا ** وإن خَنَسُوا عنكَ الحديثَ فلا تَسَلْ وانظر <دحس> فيما يأتي. (ه) ومنه الحديث <يخرج عُنُقٌ من النار فَتَخْنِسُ بالجبَّارِين في النار> أي تُدخِلُهم وتُغَيِّبُهم فيها. (ه) ومنه حديث كعب <فَتَخْنِسُ بهم النارُ> (في الدر النثير: قال ابن الجوزي: أي تجذبهم وتتأخر) . وحديث ابن عباس <أتيتُ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم وهو يصلي: فأقامَني حِذاءَه، فلما أقْبل على صلاته انْخَنَسْتُ> . ومنه حديث أبي هريرة <أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لَقيهَ في بعض طُرُقِ المدينة، قال فانْخَنَسْتُ منه> وفي رواية <اخْتَنَسْتُ> على المُطاوَعة بالنون والتاء. ويُروى <فانْتَجشْتُ> بالجيم والشين، وسيجيء. وحديث الطُّفَيلِ <أتيتُ ابن عمر فَخَنس عنّي أو حَبَسَ> هكذا جاء بالشك. (ه) وحديث صوم رمضان <وخَنَس إبهامَه في الثالثة> أي قَبَضَها. وفي حديث جابر <أنه كان له نَخْلٌ فَخَنستِ النَّخْل> أي تأخرت عن قَبُولِ التَّلْقِيح فلم يُؤثّر فيها ولم تَحْمِل تلك السَّنة. ومنه الحديث <سمعتُه يقرأ <فلا أُقسمُ بالخُنس> هي الكواكب لأنها تَغِيب بالنهار وتَظْهَرُ بالليلِ.> وقيل هي الكواكب الخمسةُ السَّيَّارةُ. وقيل زُحَل والمُشترِي والمِرِّيخُ والزُّهَرة وعُطارِد، يريد به مَسِيرَها ورُجوعَها، لقوله تعالى <الجَوارِي الكُنَّس> ولا يَرجعُ من الكواكب غيرُها. وواحد الخُنَّس خانِس. (س) وفيه <تُقاتِلون قوما خَنْسَ الآنُفِ> الخَنَس بالتحريك: انقِباضُ قَصبةِ الأنف وعِرَضُ الأرنَبةِ. والرَّجُل أخْنَسُ. والجمع خُنْسٌ. والمراد بهم التُّرْكُ، لأنه الغالبُ على آنافِهم، وهو شَبيه بالفَطَسِ. ومنه حديث أبي المِنْهال في صفة النارِ <وعَقاربُ أمثال البِغالِ الخُنْسِ> . (س) ومنه حديث عبد الملك بن عُمير <واللّه لَفُطْسٌ خُنْسٌ، بزُبْد جَمْسٍ، يَغِيبُ فيها الضِّرْسُ> أراد بالفُطْسِ نوعا من تَمْر المدينة، وشبَّهه في اكتِنازِه وانْحِنائه بالأنوف الخُنْسِ؛ لأنها صغار الحبّ لاطِئةُ الأقماع. (س) وفي حديث الحجاج <إنّ الإبل ضُمَّزٌ (في الأصل و ا <ضمر> بالراء. والتصويب من اللسان. وانظر تعليقنا ص 330 من الجزء الأول ) خُنَّسٌ ما جُشِّمَت جَشِمت> الخُنَّسُ جمع خانس: أي مُتِأخِّرٍ. والضُّمَّزُ. جمع ضامز. وهو المُمْسِك عن الجِرَّة: أي أَنَّها صَوابِرُ على العَطَش وما حَمَّلْتهَا حَمَلَتْه. وفي كتاب الزمخشري <ضُمَّر وحُبُسٌ (الذي في الفائق 1/639 بالخاء المعجمة والنون المشددة المفتوحة وفيه <ضمر> بالراء> ) بالحاء المهملة والباء الموحدة بغير تشديد. {خنع} (ه) فيه <إنّ أخْنَعَ اْلأََسْمَاءْ مَنْ تَسَمَّى مَلِك الأمْلاك> أي أذَلَّهَا وأوْضَعَها. والخَانِع: الذَّلِيلُ الخَاضِعُ. ومنه حديث علي يَصف أبا بكر <وشَمَّرْتَ إذْ خَنَعُوا>. {خنف} (ه) فيه <أتاه قوْمٌ فقالوا: أحْرَق بُطونَنَا التَّمرُ، وتَخَرَّقَتْ عَنَّا الخُنُفُ> هي جمْعُ خَنِيف، وهو نَوْعٌ غَلِيظٌ من أرْدَئ الكَتَّان، أراد ثِيَاباً تُعْمَل منه كانوا يَلْبَسُونها. ومنه رجز كعب: ومَذْقةٍ كُطرَّةِ الخَنِيفِ * المَذْقةُ: الشَّرْبَة من اللَّبن الممزُوج، شَبَّه لونَها بطُرَّة الخَنِيف. وفي حديث الحجاج <إنّ الإبلَ ضُمَّزٌ خُنُفٌ> هكذا جاء في رواية بالفاء، جَمْع خَنُوفٍ، وهي النَّاقَة التي إذا سارت قَلَبت يَدِها إلى وَحْشِيَّه من الخارج. وفي حديث عبد الملك <أنه قال لحَلِبِ نَاقةٍ: كيف تَحْلبُها؟ أخَنْفاً، أم مَصْراً، أم فَطْرا> الخَنْفُ: الحَلْبُ: الحَلْبُ بأربع أصابِعَ يَسْتَعِينُ معَها بالإبهام. {خنق} * في حديث مُعَاذ رضي اللّه عنه <سيكُون عليكم أُمَرَاءُ يُؤخّرُون الصَّلاَةَ عن مِيقَاتِها، ويَخْنُقُونها إلى شَرَق المَوْتَى> أي يُضَيِّقُونَ وقْتهَا بتَأخِيرها. يقال خَنقْت الوَقْت أخْنُقُه إذا أخَّرْتَه وضَيَّقْتَه. وهم في خُنَاق من المَوتِ، أي في ضيق. {خنن} (س) فيه <أنه كان يُسْمَعُ خَنِينُه في الصلاة> الخَنِينُ: ضربٌ من البُكَاء دُون الانتحاب. وأصلُ الخَنِين خُرُوجُ الصَّوتِ من الأنفِ، كَالحنِين من الفم. ومنه حديث أنس <فغَطَى أصْحَابُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وُجُوهَهُم لهم خَنِينٌ> . (س) وحديث عليّ <أنه قال لابنه الحَسَن: إنك تَخِنُّ خَنِينَ الجَارِية> . (س) وحديث خالد <فأخْبَرَهم الخَبَر فخَنُّوا يَبْكُون> . وحديث فاطمة <قام بالْبَاب له خَنِينٌ> وقد تكرّر في الحديث. (ه) وفي حديث عائشة <قال لها بَنُو تمِيم: هل لك في الأحنَفِ؟ قالت: لا، ولكِنْ كُونوا على مَخَنَّتِه> أي طَرِيقَته. وأصل المَخَنَّة: المحَجَّة البينَّة، والفِنَاءُ، ووسَط الدار، وذلك أن الأحْنَفَ تَكَلَّم فيها بكلمات، وقال أبياتاً يَلُومُها فيها في وقْعَة الجمل منها: فلو كانَتِ الأكْنانُ دُونَكِ لم يَجِدْ ** عَلَيك مَقالً ذُو أَذَاةٍ يَقُولُهَا فبَلغَها كلامُه وشِعْرُه فقالت: أَلِيَ كان يَسْتَجِمُّ مَثَابَةَ سَفَهِهِ، وما لِلأحْنَفِ والعَربِيَّة، وإنَّما هُم عُلُوجٌ لآلِ عُبُيدِ اللّه سَكَنُوا الرّيفَ، إلى اللّه أشكو عُقُوقَ أبْنَائِي، ثم قالت: بُنَيَّ اتَّعِظْ إنَّ الموَاعِظَ سَهْلَةٌ ** ويُوشِكَ أنْ تَكْتَانَ وَعْراً سَبِيلُها ولا تَنْسَيَنْ في اللّه حَقَّ أُمُومَتِي ** فإنَّكَ أوْلَى النَّاسِ أنْ لا تَقُولهَا ولا تَنْطِقَنْ في أُمَّة ليَ بِالخَنا ** حَنِيفِيَّةٍ قد كان بَعْلي رَسُولَها {خنا} * فيه <أخْنَى الأسْماء عند اللّه رجلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأملاك> الخَنَا: الفُحْشُ في القول، ويجوز أن يكون من أخْنَى عليه الدَّهْرُ إذا مَال عليه وأهْلكه. ومنه الحديث <من لم يَدَع الخَنَا والكَذِبَ فلا حاجة للّه في أن يَدَع طعامَه وشَرابَه> . (ه) وفي حديث أبي عبيدة <فقال رجل من جُهَينَة: واللّه ما كان سَعْدٌ ليُخْنِيَ بابْنِه في شِقَّةٍ من تَمْر> أي يُسْلِمَهُ ويُخْفِر ذمَّتَه، هو مِن أخْنَى عليه الدَّهْرُ. وقد تكرر ذِكر الخَنَا في الحديث. {خوب} (ه) فيه <نَعُوذُ بك من الخَوْبة> يقال خاب يَخُوبُ خَوْباً إذا افْتَقَر. وأصَابَتْهم خَوْبَةٌ إذا ذَهَب ما عِندَهُم. ومنه حديث التَّلِب بن ثَعْلبة <أصابَ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم خَوْبَةٌ فاسْتَقْرَضَ مِنّي طعاما> , أي حاجَةٌ. {خوت} (ه) في حديث أبي الطُّفَيْل وبِنَاء الكَعْبة <قال: فسَمِعْنا خَوَاتاً من السماء> أي صَوْتاً مثلَ حَفِيفِ جَناحِ الطَّائر الضَّخْم. خاتَتِ العُقَابُ تَخُوتُ خَوْتاً وخَوَاتاً. {خوث} (س) في حديث التَّلِب <أصاب النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم خَوْثَةٌ> هكذا جاء في رواية. قال الخطّابي: لاأُراها مَحْفُوظةً، وإنما هي بالبَاء المُفْرَدَة. وقد ذُكِرَت. {خوخ} (ه) فيه <لا يَبْقى في المسجد خَوْخَةٌ إلا سُدَّت، إلا خَوْخَةَ أبي بكر> وفي حديث آخر <إلا خَوْخَةَ عَليّ> الخَوْخَةُ: بابٌ صغِيرٌ كالنَّافِذَة الكَبِيرَة، وتكُون بَيْن بَيْتَيْن يُنْصَبُ عليها بابٌ. وفي حديث حاطِب ذِكر <رَوْضَة خَاخٍ> هي بخَاءَيْن مُعْجَمتين: موضع بين مكة والمدينة. {خور}*في حديث الزكاة <يَحْمِل بَعيراً له رُغَاء، أوْ بقَرةً لها خُوَارٌ> الخُوَارُ: صَوْتُ البَقر.*ومنه حديث مَقْتَل أُبيّ بن خَلَفٍ <فَخرَّ يَخُورُ كما يَخُورُ الثَّوْرُ> . (ه) وفي حديث عمر <لن تَخُورَ قُوىً ما دَام صاحِبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو> خَار يَخُور إذا ضَعُفَت قُوَّته وَوَهت: أي لن يَضْعُف صاحبُ قُوَّة يَقْدِرُ أن يَنْزعَ في قَوْسه، ويَثِبَ إلى ظَهْر دَابَّتِه. ومنه حديث أبي بكر<قال لِعُمَر:اجَبَّارٌ في الجاهلية وخَوَّارٌ في الإسلام> . (ه) وفي حديث عمرو بن العاص <ليس أخُو الحَرْب من يَضع خٌورَ الحَشَايَا عن يَمينه وعن شِمَاله> أي يَضَع لِيَانَ الفُرُش والأوْطِيَة وضِعافَها عنده، وهي الَّتي لا تُحْشى بالأشياء الصُّلْبة. {خوز}*فيه ذكر <خُوزِ كِرْمَان> وروي <خُوز وكِرْمان> والخُور: جِيل معروفٌ، وكِرْمان: صُقْع معروفٌ في العَجَم. ويروى بالراء المهملة، وهو من أرض فارس، وصوّبه الدَّار قُطْنى. وقيل إذا أضفْتَ فبالراء، وإذا عَطفتَ فبالزاي. {خوص}*في حديث تَميم الدارِيّ <فَفَقَدُوا جاماً من فِضَّةٍ مُخَوَّصاً بِذَهَب> أي عليه صفائح الذَّهّب مِثْل خُوص النَّخل. [ه] ومنه الحديث <مَثَل المرأةِ الصَّالِحة مَثَل التَّاج المُخوَّص بالذَّهَب> . (ه) والحديث الآخر <وعليه دِيبَاج مُخَوَّصٌ بالذَّهَب> أي منْسُوج به كَخُوص النَّخْل، وهو وَرَقُه. (س) ومنه الحديث <أن الرَّجْمَ أُنْزِل في الأحْزاب، وكان مكتوبا في خُوصّةٍ في بيْت عائشة فأكَلَتْها شَاتُها> . (س) وفي حديث أبان بن سعيد <تَرَكْتُ الثُمَامَ قد خَاصَ> كذا جاء في الحديث وإنَّما هو أخْوَصَ: أي تَّمَتْ خُوصَتُه طالعَةً. وفي حديث عَلِيٍّ وعَطائِة <أنه كان يَزْعَبُ لِقَوم ويُخَوِّصُ لقَوم> أي يُكْثِرُ. ويُقَلّلُ: يقال خَوِّصْ ما أعْطاك: أي خُذْه وإنْ قَلَّ. {خوض} (س) فيه <رُبَّ مُتَخَوّضٍ في مال اللّه تعالى> أصل الخَوْض: المَشْيُ في الماء وتحرِيكُه، ثم استُعمْل في التَّلبُّس بالأمر والتصرُّف فيه: أي رُبَّ مُتَصَرِّفٍ في مال اللّه تعالى بِمَا لا يَرْضاه اللّه. والتَّخَوُّضُ: تفَعُّل منه. وقيل هو التَّخْليط في تَحْصيله من غير وجُهه كيْف أمْكَن. وفي حديث آخر <يتخوضون في مال اللّه> . {خوف}*وفي حديث عُمر <نِعْمَ المَرءُ صُهَيبٌ لَوْ لَم يَخَفِ اللّه لم يَعْصِه> أراد أنه إنما يُطيعُ اللّهَ حُبًّاً له لا خَوفَ عِقابه، فلو لم يكن عِقابٌ يَخافُه ماعَصَى اللّهَ، ففي الكلام محذوفٌ تقديره: لو لم يَخَفِ اللّه لم يَعصِه فكيف وقد خافه! وفيه <أخِيفُوا الهَوامَّ قبل أن تُخِيفَكم> أي اْحتَرِسوا منها، فإذا ظَهَر منها شيء فاقتُلوه: المعنى اجْعَلُوها تَخافُكم، واحملوها على الخَوف منكم؛ لأنها إذا رأتْكم تَقتلونها فَرَّتْ منكم. وفي حديث أبي هريرة <مَثَل المُؤمن كمَثَل خافَة الزرع> الخافةَ: وِعاءُ الحَبِّ، سميت بذلك لأنها وِقاية له. والروايةُ بالميم، وستجيء. {خوق}*فيه <أما تَستطِيع إحْداكنّ أن تَأخُذَ خَوْقاً من فِضَّةٍ فتَطْلِيه بزَعْفران> الخَوْقُ: الحَلْقَةُ. {خول} *وفي حديث العَبيد <هم إخْوانُكم وخَوَلُكم، جَعَلَهم اللّه تحت أيديكم> الخَوَلُ: حَشَمُ الرجُل وأتباعُه، وأحدُهم خائِل. وقد يكون واحد، ويقَعُ على العَبدِ والأمَة، وهو مأخوذ من التَّخْويل: التَّمليك. وقيل من الرِّعاية. ومنه حديث أبي هريرة <إذا بلغ بَنُو أبي العاص ثلاثين كان عبادُ اللّهِ خَوَلاً> أي خَدَماً وعَبيدا. يعني أنهم يَسْتخدِمونهم ويَسْتعبِدونَهم. (ه) وفيه <أنه كان يَتَخَوّلُنَا بالمَوْعِظةِ> أي يَتعهَّدُنا، من قَولهم فلان خائلُ مالٍ، وهو الذي يُصْلِحُه ويقومُ به. وقال أبو عمرو: الصوابُ: يَتَحوَّلُنا بالحاء؛ أي يَطلُبُ الحالَ التي يَنْشَطون فيها للموْعَظة فيَعِظُهم فيها، ولا يُكْثِرُ عليهم فيمَلُّوا. وكان الأصمَعي يرويه: يَتَخَوّنُنا بالنون؛ أي يَتَعَهَّدُنا. (س) ومنه حديث ابن عمر <أنه دعا خَوَليَّهُ> الخَوَلِىُّ عند أهل الشام: القَيِّم بأمر الإبلِ وإصلاحها، من التَّخَوُّلِ: التَّعَهُّد وحُسنِ الرِّعايةِ. [ه] وفي حديث طلحة قال لعُمر: <إنا لا نَنْبُو في يَدَيْك ولا نَخُول عليك> : أي لا نَتَكبَّرُ عليك. يقال خال الرجُل يخُول، واخْتال يَخْتال إذا تَكَبَّر. وهو ذو مَخيلة. {خوم} (س) فيه <مَثَلُ المؤمن مَثَلُ الخامةِ من الزَّرْعِ تُفَيِّئُها الرّياح> هي الطاقة الغَضَّة اللَّيِّنة من الزَّرع، وألِفُها مُنقلبةٌ عن واو. {خون} (س) فيه <ما كان لنَبيٍّ أن تكون له خائنةُ الأعيُنِ> أي يُضْمِرُ في نفسهِ غيرَ ما يُظْهِرُه، فإذا كَفَّ لسانه وأومَأَ بعَينِه فقد خان، وإذا كان ظُهور تلك الحالة من قِبَل العين سَمِّيت خائنةَ الأعْيُنِ. ومنه قوله تعالى <يَعْلَم خائِنةَ الأعينِ> أي ما يَخُونون فيه من مُسارَقة النَّظرِ إلى ما لا يحلّ. والخائنةُ بمعنى الخيانةِ، وهي من المَصادرِ التي جاءت على لَفْظِ الفاعل، كالعافيةِ. (س) وفيه <أنه رَدَّ شهادةَ الخائن والخائنة> قال أبو عبيد: لا نَراه خَصَّ به الخيانةَ في أماناتِ الناس دون ما افْتَرضَ اللّه على عِبادِه وائْتَمنهم عليه، فإنه قد سَمَّى ذلك أمانه فقال <يا أيها الذين آمنوا لا تَخُونوا اللّهَ والرسولَ ولا تَخُونوا أماناتِكم> فمن ضَيَّع شيئاً فما أمَر اللّه به، أو رَكِبَ شيئاً مما نَهَى عنه فليس ينبغي أن يكون عَدْلاً. (س) وفيه <نَهَى أن يَطْرُقَ الرجلُ أهلَه لَيْلاً لِئلا يَتَخوَّنَهم> أي يَطْلُبَ خِيَانتهم وعَثَراتِهم ويَتَّهَمَهم. وفي حديث عائشة وقد تمثَّلَتْ ببيت لَبيد بن ربيعة: يَتَحدّثون مّخانةً ومَلاذةً **ويُعابُ قائلُهم وإن لم يَشْغَبِ المَخانة: مَصْدرٌ من الخِيانةِ. والتَّخوُّن: التَّنقُّص. ومنه قصيد كعب بن زهير: لم تَخَوَّنْه الأَحَالِيلُ* وفي حديث أبي سعيد <فإذا أنَا بأخَاوِينَ عليها لُحُومٌ مُنْتِنَةٌ> هي جمع خِوَانٍ وهو ما يوضع عليه الطَّعام عند الأكل. (ه) ومنه حديث الدَّابة <حتى إنَّ أهل الخِوَانِ ليَجْتَمِعُون فيقول هذا يَا مُؤمنُ، وهذا يَا كافِرُ> وجاء في رواية <الإْخَوان> بهمزة، وهي لغة فيه. وقد تقدمت. {خوة}*في صفة أبا بكر <لو كُنْتُ مُتَّخذاً خليلا لاتَّخَذْت أبا بكر خليلاً ولكنْ خُوَّة الإسلام> كذا جاء في رواية. وهي لغة في الأخُوَّة، وليس مَوْضعها، وإنَّما ذكرناها لأجل لفظها. (ه) وفيه <فأخذا أبى جّهْل خُوَّةٌ فلا يَنْطِقُ> أي فَتْرةٌ. وكذلك هذا ليس موضعه، والهَاء فيهما زائدةٌ. {خوى} (ه) فيه <أنه كان إذا سَجَدَ خَوَّى> أي جَافَى بَطْنَه عن الأرض ورفَعَها، وجَافَى عضُدَيه عن جَنْبَيه حتى يَخْوَى ما بيْن ذلك. ومنه حديث عَليٍّ <إذا سَجَدَ الرجل فَلْيُخَوِّ، وإذا سَجَدت المرأة فَلْتَحْتَفِزْ> . وفي حديث صَلَة <فسَمِعتُ كخَوَايةِ الطائر> الخَوَاية: حَفِيفُ الجَناح. وفي حديث سَهْل <فإذَا هُم بِدِيَارٍ خَاوِيَهٍ على عُرُوشِهَا> خَوَى البيت إذا سَقَط وخَلا فهو خَاوٍ، وعُروشُها: سُقوفُها. {خيب}*في حديث علي <من فَازَ بكم فقد فاز بالقِدْح الأخْيَب> أي بالسَّهْم الخَائِبِ الذي لا نَصِيبَ له من قِدَاح المَيْسِر، وهي ثلاثةٌ: المَنِيحُ، والسَّفِيحُ، والوَغْدُ. والخَيْبَة: الحِرمَانُ والخُسْرَان. وقد خَابَ يَخيبُ ويَخُوبُ. ومنه الحديث <خَيْبَةً لَك> و <يا خَيْبة الدَّهْرِ> . وقد تكرر في الحديث. {خيتعور}*فيه <ذاك ذِئبُ العَقَبة يقال له الخَيْتَعُورُ> يُريد شيطانَ العَقَبةِ، فجعل الخَيْتَعُور اسْما لَهُ، وهو كُلّ شيء يَضْمَحِلُّ ولا يَدُوم على حالةٍ واحدةٍ، أولا تكون له حقيقةٌ كالسَّرَاب ونحوه، ورُبَّما سَمَّوا الدَّاهِيَة والغُولَ خَيْتَعوراً، والياء فيه زائدة. {خير}*فيه <كان الرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُعَلِّمنا الأسْتِخَارَةَ في كل شيء> الخَيرُ ضِدُّ الشَّر. تقول منه خِرْتَ يا رجُل. فأنتَ خائرٌ وخَيِّرٌ. وخَار اللّه لك: أي أعطاك ما هو خَيرٌ لَك. والخِيرةُ بسكون الياء: الاسمُ منه. فأمّا بالفتح فهي الاسم، من قولك اخْتاَرَه اللّه، ومُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه وسلم خِيَرةُ اللّه من خَلْقِه. يقال بالفتح والسُّكون. والاسْتِخَارَةُ: طَلَبُ الخِيرَة في الشيء، وهو اسْتِفْعَالٌ منه. يقال اسْتَخِرِ اللّه يَخِرْ لَك. ومنه دُعاء الاستخارة <اللّهُمَّ خِرْ لِي> أي اخْتَرْ لي أصلَحَ الأمْرَين، واجْعَلْ لي الخِيرَةَ فيه. وفيه <خَيْرُ النَّاس خَيْرُهُم لِنَفْسِهِ> معْناه إذا جَامَلَ النَّاسَ جَامَلُوه، وإذا أحْسَن إليهم كَافَأُوه بمثلِه. وفي حديث آخر <خَيرُكم خَيْرُكم لأهْله> هو إشارة إلىصِلَةِ الرَّحِم و الحَثِّ عليها. (ه) وفيه <رأيتُ الجنةَ و النارَ فلم أرَ مِثْل الخَيرِ و الشرِّ> أي لم أرَ مِثْلهُما لاَ يُمَيَّز بَيْنَهُما، فيُبالَغ في طَلَب الجنة و الهَرَبِ من النار. (ه) وفيه <أعْطِه جَمَلاً خِيَاراً رَباعِياً> يقال جَملٌ خِيَارٌ وناقة خِيَارٌ، أي مُخْتارٌ ومُخْتارة. وفيه <تَخَيَّرُوا لنُطَفكُمْ> أي اطْلُبُوا ما هُو خَيرُ المَنَاكِح وأزكاها، وأبْعَدُ من الخُبْثِ والفُجور. (س[ه]) وفي حديث أبي ذرٍّ <أن أخاه أُنَيْسأً نَافَرَ رَجُلا عن صِرْمَةٍ له وعن مِثْلِها، فَخُيّر أُنَيْسٌ فأخَذ الصِّرمةَ> أي فُضّلَ وغُلّبَ. يقال نافَرْتُه فنَفَرْتُه، وخَايَرْتُه فَخِرْتُه: أي غلَبْته. وقد كان خَايَرَه في الشِّعر. وفي حديث عامر بن الطُّفَيل <أنه خَيَّرَ في ثلاثٍ> أي جَعلَ له أن يَختار منها واحداً، وهو بفتح الخاء. وفي حديث بَرِيرة <أنَّها خُيّرَت في زَوْجها> بالضم. فأما قوله <خَيَّرَ بينَ دُورِ الأنصارِ> فَيُريد: فَضَّلَ بَعْضها على بعض. وفيه <البَيّعانِ بالخيار ما لم يتَفَرَّقا> الخيارُ: الاسمُ مِن الاخْتيَارِ، وهو طلب خَيْرِ الأمْرَين إما إمْضَاء البَيع، أو فسْخه، وهو على ثلاثة أضرب: خِيَار المجْلِس، وخِيار الشَّرط، وخِيار النَّقِيصَة: أما خِيارُ المجلس فالأصْلُ فيه قولُه <البَيِّعَانِ بالخيار ما لم يَتَفرّقا إلاَّ بيعَ الخِيَارِ> أي إلا بَيْعاً شُرِطَ فيه الخِيَارُ فلا يَلْزَمُ بالتَّفَرُّق. وقيل معناه: إلاَّ بيعاً شُرِطَ فيه نَفْيُ خِيَار المجلِس فيلزم بنفسه عند قوم. وأمّا خِيَارُ الشَّرطِ فلا تَزِيدُ مُدّته على ثلاثة أيام عند الشَّافعي، أوّلها من حال العقد أو من حال التَّفرُّق. وأمّا خِيَارُ النَّقِيصَةِ فأن يَظْهَر بالمبيع عيبٌ يُوجِبُ الرَّدَّ أو يَلْتزمُ البائعُ فيه شرطا لم يكن فيه، ونحو ذلك. {خيس}*فيه <إني لا أخِيسُ بالعَهد> أي لا أنْقُضُه. يقال خاسَ بِعَهْدِه يَخِيسُ، وخَاس بوَعْده إذا أخْلَفه. [ه] وفي حديث علي <أنه بَنَى سِجْنًا فسَمَّاه المُخَيَّس> ، وقال: بَنَيتُ بَعْد نافِعٍ مُخَيَّسَا ** باباً حَصِيناً وأمِيناً كَيِّسا نافع: اسمُ حَبْس كان له مِنْ قَصَب، هربَ منه طائِفةٌ من المُحَبَّسين، فبَنَى هذا من مَدَرٍ وسَمَّاه المُّخَيَّس، وتُفْتح ياؤه وتُكْسر. يقال: خاسَ الشَّيء يَخِيسُ إذا فَسَد وتَغَيَّر. والتَّخْيِيسُ: التَّذليل. والإنسان يُخَيَّس في الحَبْس، أي يُذَلُّ ويُهَانُ. والمُخَيَّسُ بالفتح: موضعُ التَّخْييس، وبالكسر فاعِلُه. ومنه الحديث <أنّ رجُلا سار معه على جَمَلٍ قد نوَّقَه وخَيَّسَه> أي رَاضَه وذَللّه بالركوب. (س) وفي حديث معاوية <أنه كتب إلى الحُسَين بن علي: إني لم أَكِسْكَ ولم أخِسْك> أي لم أذلك ولم أُهِنْكَ، أو لم أُخْلِفْكَ وَعْداً. {خيسر} *في حديث عمر ذكر <الخَيسَرَى> وهو الذي لا يجيبُ إلى الطعامِ لئلاَّ يَحْتاج إلى المُكافأة، وهو من الخسار. قال الجوهري: <الخَسار والخَسارة والخَيْسرَى (في الأصل و ا: الخيسر. والتصويب من الصحاح واللسان ) : الضلال والهلاك> . والياء زائدة. {خيط} (ه) في <أدُّوا الخِياطَ والمِخْياط> الخياطُ الخَيط، والمِخْيطُ بالكسر الإبْرةُ. وفي حديث عديّ <الخيط الأبيضُ من الخَيط الأسود> يُريد بياض النهار وسَوَادَ اللَّيل. {خيعم}*في حديث الصَّادق <لا يُحِبُّنا أهلَ البيت الخَيْعَامةُ> قيل هو المأبون. والياء زائدة. والهاء للمبالغة. {خيف} (س) فيه <نَحن نازلون غَداً بخَيْف بني كِنانةَ> يعني المُحصَّب. الخَيْفُ: ما ارْتفَع عن مَجْرى السَّيل وانْحَدرَ عن غِلَظِ الجبلِ. ومسجدُ مِنًى يُسَمى مَسجد الخَيْفِ؛ لأنه في سَفْحِ جَبلها. (س) وفي حديث بَدْر <مَضى في مَسِيره إليها حتى قَطع الخُيُوف> هي جمع خَيْفٍ. (س) وفي صفة أبي بكر <أخْيَف بني تَيْم> الخَيَفُ في الرجل أن تكون إحدى عيْنيه زَرْقَاءَ والأخرى سوداء.كثير مما يقع في هذا الحرف تَشْتبهُ فيه الواو بالياء في الأصل؛ لأنهما يَشْترِكان في القَلْب والتَّصْريف. وقد تقدَّم في الواو منها شيء، وسيجيء منه ها هنا شيء آخرُ. والعلماء مُختلفون فيهما فممَّا جاء فيه. {خيل} (س) حديث طَهفة <ونَستخِيل الجَهام > هو نستفعِل، من خِلْتُ إخالُ إذا ظَنَنتَ: أن نَظُنُّهُ خَليقاً بالمَطَر. وقد أخَلْتُ السَّحابةَ وأخْيَلْتها. ومنه حديث عائشة <كان إذا رأى في السماء إختيالاً تغير لونُه > الإختِيالُ أن يُخالَ فيها المَطَر. (ه) وفي حديث آخر <كان إذا رأى مَخِيلةً أقبلَ وأدْبَر > المَخِيلة: موضعُ الخَيْل، وهو الظَّنُّ، كالمَظنَّة، وهي السحابة الخليقةُ بالمَطَر. ويجوز أن تكون مُسَمَّاةً بالمخيلة التي هي مصدرٌ، كالمَحْبِسة من الحَبْس (في اللسان نقلا عن المصنف <كالمَحْسِبة من الحَسْب > ) . (س) ومنه الحديث <ما إخَالُكَ سَرَقْت > أي ما أظُنُّكَ. يقال: خِلْتُ إخالُ بالكسر والفتح والكسرُ أفصحُ وأكثرُ استعمالاً، والفتحُ القياسُ. وفيه*<من جَرَّ ثوبَهُ خُيَلاَءَ لم يَنْظُرِ اللّه إليه > . الخُيَلاء والخِيَلاء بالضم والكسر - الكِبْرُ والعُجْبُ. يقال: اخْتال فهو مُخْتال. وفيه خُيَلاء ومَخِيلة: أي كِبْر. (س) ومنه الحديث <من الخُيَلاَء ما يُحِبُّهُ اللّه > ، يعني في الصدقة وفي الْحَرْب، أما الصّدَقة فأن تَهُزَّه أرْيَحِيَّةُ السَّخاءِ فيُعْطِيها طَيِّبةً بها نفْسُه، فلا يَسْتكثِرُ كثيرا، ولا يُعْطِي منها شيئاً إلاَّ وهو له مُسْتَقِلٌّ. وأما الحَرْبُ فأن يَتَقَدّم فيها بنَشاطٍ وقُوّة نَخْوَةٍ وجَنَان. ومنه الحديث <بئس العبدُ عَبْدٌ تَخَيَّل واخْتال> . هو تَفَعَّل وافْتَعَل منه. (ه) وحديث ابن عباس <كلْ ما شئتَ والبَسْ ما شِئتَ، ما أخطأتْكَ خَلَّتَانِ: سَرَفٌ ومَخِيلة > . (س) وفي حديث زيد بن عمرو بن نُفَيل <البِرَّ أَبْغِي لا الخالَ > يقال هو ذُو خالٍ أو ذُو كِبْرٍ. (س) وفي حديث عثمان <كان الحِمى ستَّةّ أمْيال، فصار خَيَالٌ بكذا وخَيال بكذا > وفي رواية <خَيال بإمَّرَة، وخَيال بأسْودِ العين > وهما جَبِلان. قال الأصمعي: كانوا يَنْصِبون خَشَباً عليها ثيابٌ سودٌ تكاد علاماتٍ لمن يَراها ويَعلم أنَّ ما في داخِلها من الأرض حِمًى. وأصلُها أنها كانت تُنْصَب للطَّير والبَهائم على المُزْدَرَعات فتَظُنّه إنسانا فلا تَسْقُطُ فيه. (ه) وفي الحديث <ياخيلَ اللّه ارْكَبي > هذا على حذف المضاف، أراد: يافُرْسانَ خَيْلِ اللّه ارْكَبي. وهذا من أحسن المجازاتِ وألْطَفِها. وفي صفة خاتَم النُّبوّة <عليه خِيلانٌ > هي جَمْعُ خال، وهو الشامةُ في الجَسَد. ومنه الحديث <كان المَسيح عليه السلام كثيرَ خِيلانِ الوَجْه> . {خيم} (س) فيه <الشَّهيد في خَيْمة اللّه تحتَ العرشِ > الخَيْمةُ معروفةٌ، ومنه خَيَّم بالمكان: أي أقام فيه وسكَنه، فاستعارها لِظِّلِّ رحمةِ اللّه ورِضْوانه وأمْنِه، ويُصَدِّقه الحديث الآخر <الشهيدُ في ظِلِّ اللّهِ وظلِّ عَرْشِه> . (ه) وفيه <من أحَبَّ أن يَسْتَخِيم له الرِّجالُ قِياماً > أي كما يُقام بين يَدَي المُلوكِ والأُمراء، وهو من قولهم خامَ يَخيمُ، وخَيَّم يخيم إذا أقام بالمكان. ويُروى يَسْتخِمّ ويَسْتجمُّ. وقد تقدَّما في موضعَيْهما.
|